أهلا وسهلا بكم فى مدونة صوت وصورة..لا تنسونا من صالح دعائكم .. لا تحرمونا من تعليقاتكم . اقتراحاتكم ..

وفى ديننا فسحة


الخميس، 9 أبريل 2009

السلام المر 4

«وفجأة سقطت أمطار غزيرة واجتاح كامب ديفيد ريح شديدة وكأن الطبيعة تطلب منا مغادرة هذا المكان وأثناء تناول الإفطار ترددت أصداء الرعد والبرق في كبد السماء وقال أحد دبلوماسيينا إن السماء غاضبة مما يحدث في كامب ديفيد» هذا الوصف ليس لأحد معارضي اتفاقية السلام بين مصر وِاسرائيل، أو أحد منتقديها لكنه لأحد القائمين عليها وهو الدكتور بطرس غالي ـ وزير الدولة المصري للشئون الخارجية ـ آنذاك يصف من خلاله الأجواء التي عاشها الوفد المصري الذي شارك في توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل قبل ثلاثين عاما، ذكر بطرس غالي هذا في صفحة «154» من مذكراته عن اتفاقية السلام التي نشرها تحت عنوان: «طريق مصر إلي القدس» ليكشف عن تلك الأجواء التي سبقت توقيع هذه الاتفاقية التي وقعها الرئيس المصري أنور السادات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجين في واشنطن في السادس و العشرين من مارس عام 1979، لم يعط السادات فيها أي قيمة لمرافقيه المصريين الذين اختارهم بعناية ليكونوا كما قال بطرس غالي الذي كان أحدهم : «وكان واضحا لي أننا أعضاء الوفد بمثابة كم مهمل وأن علينا الانتظار لحين إعلان النتيجة النهائية» كانوا كما مهملا لا قيمة له في وقت كان يتم فيه تقرير مصير أكبر دولة عربية هي مصر،بل مصير الأمة كلها؛ لأن مصر هي قلب العروبة النابض ، لم يقبل محمد إبراهيم كامل الذي كان وزيرا للخارجية آنذاك أن يكون شاهد زور مثل الباقين فاستقال من منصبه كما استقال قبله إسماعيل فهمي -وزير الخارجية- احتجاجا علي ما قام به السادات، حيث اختزل القرار المصري كله في رأيه الشخصي وعلاقاته الشخصية مع صديقه كارتر، أما المشهد الذي رافق التوقيع فقد وصفه بطرس غالي وصفا تاريخيا سيبقي إدانة للذين وقعوا هذه الاتفاقية حيث قال : «وتم التوقيع وانطلقت عاصفة من التصفيق وغادر الزعماء الثلاثة المكان ، كان الأمريكيون مبتهجين ، و أبدي الجانب الإسرائيلي مشاعر مماثلة ، أما المندوبون المصريون فكانوا قانطين وانعكست مشاعرهم علي وجوههم».



ليست هناك تعليقات: